قيود الفتاة الصعيدية

**منى الروح** السبت 10 أكتوبر - 22:29:10

منذ قديم الأزل والفتاة الصعيدية مكبلة بالعديد من القيود ، قيود من الأب .. وقيود من الأخ ... وقيود من العائلة بأكملها ... بل وقيود من المجتمع نفسه ، وقد تمتعت الفتاة الحضرية بقسط وافر من الحرية ألا أن الفتاة الصعيدية ما زالت حتى الآن فى قيودها التى تمنعها من تحقيق أحلامها وطموحاتها ، فهناك من الآباء من لايسمح لبناته بالخروج من المنزل بحجة أنه يحميهن ... يحميهن من ماذا ؟

إنه يثق فى تربيتهن وأخلاقهن فلماذا لايدعهن يخرجن إلى الشارع ، يتفاعلن ويتجاوبن مع الناس ... يجربن ويخطئن حتى يتعلمن ويفهمن ولكنه بمنعهن من الخروج لا يحميهن بل يعزلهن عن العالم الخارحى بما فيه من تطور وتكنولوجيا ويصبحن مجرد أفراد فى المجتمع لا يفهمن أى شىء مما يدور حولهن ، ولا أقصد بذلك طبعا أن يترك الاب بناته يفعلن ما يردن بل يقف ورائهن يساندهن ويؤازرهن حتى يصبو إلى تحقيق مايردن من أحلام وطموحات .
وهناك نوع آخر من الآباء لا يريد تعليم بناته لأن هناك عادات وتقاليد فى العائلة تلزمه بذلك فيهدم بذلك أحلام بناته وطموحاتهن ، فالفتاة عند هذه العائلات لا تتعلم ولاتخرج من المنزل وإنما التعليم يكون من نصيب الولد فقط ... الولد الذى يحمل اسم العائلة الكريمة ويحافظ عليها فى حين أنه من الممكن أن تكون الفتاة أفضل من هذا الولد بكثير ... ولكن هيهات أن يفهموا هذا.
وهناك من يفرض على بناته شخص معين ويجبرهن على الزواج منه دون أخذ رأيهن فيصابن بالعقد النفسية وتنهدم حياتهن .
وحتى فى العائلات التى تسمح لبناتهن أن يدرسن ويدخلن الجامعة لا تقبل أن يعملن ، فالفتيات يتخرجن من الجامعة وينتظرن ابن الحلال ويأتى ابن الحلال ويشترط أن تصبح ربة منزل ولا تفكر فى العمل إطلاقا وبالتالى تخضع الفتاة لشروطه وأوامر والدها .
فماذا سيحدث لو أتاح لها المجتمع الصعيدى قدر من الحرية ؟
فالفتاة الصعيدية لا تستحق هذه القيود التى تعوقها عن الابداع والتطوير وتحقيق طموحاتها .... فهى مثال للفتاة المتدينة ذات الأخلاق الحميدة والتربية الشريفة والعقيدة الراسخة ، إنها ذات عقلية متفتحة وطموحات لا حدود لها ...إنها فقط تحتاج إلى المجتمع الذى يتفهم طبيعتها ويقدر عقليتها ، على الرغم من أن هناك الكثيرات من النساء اللاتى حققن إنجازات كبيرة فى المجتمع الصعيدى إلا أن هناك الكثيرات والكثيرات لم يحققن أى شىء وينتظرن الفرصة المناسبة كى يخرجن إبداعاتهن للناس ويفيدوا بها المجتمع؟
فإلى متى ستظل الفتاة الصعيدية مكبلة بهذه القيود ؟
إلى أين سيصل بها المطاف ؟